pub

Nombre total de pages vues

94267

lundi 22 octobre 2018

إضاءات حول الدرس الفلسفي


ناشر المقالة :       ابراهيم الوثيقي


  • خريج كلية علوم التربية بالرباط، ماستر تدريس العلوم  الاجتماعية و التنمية
  • خريج المدرسة العليا للأساتذة بفاس
  • مشرف تربوي بمؤسسة المسار المعرفي الخاصة
تقديم عام
  
     تعد منهجية تدريس الفلسفة، من بين القضايا المطروحة في حقل  ديداكتيك الدرس الفلسفي لتلاميذ السلك الثانوي التأهيلي بالمغرب
      إن تدريس الفلسفة وفق البيداغوجيا الخاصة بها يشكل موطن تساؤل ونقاش حاد من خلال معرفة الوسائل الديداكتيكية  ومختلف الأساليب والمنهجيات؛ التي ينبغي على مدرسي الفلسفة بمستوى السلك الثانوي التأهيلي، إعتمادها لتبسيط المعارف وتجزيئها لفئة التلاميذ من المعرفة العالمة إلى المعرفة المدرسة، وتنزيلها المادة من الفكر المجرد إلى الفكر المحايث لواقع التلميذ، ومحيطه السوسيو - تربوي؛ وهذه عملية تربوية تتطلب من مدرس الدرس الفلسفي تجويد أساليب ومنهجيات وطرق التدريس؛ التي يعتمدها بالفصل الدراسي مع المتعلمين لكن هذا لن يتحقق إلاّ بفعل تجارب وإجتهادات الباحثين، والخبراء في المجال التربوي في رسم خريطة واضحة المعالم، للأسس والبنيات المنهجيّة التي يجب أن يحتكم لها الدرس الفلسفي، في غياب ذلك نجد تساؤلات عريضة تقف أمام مدرسي مادة الفلسفة يمكن تلخيصها في التساؤل التالي ( ما هي منهجية تدريس الفلسفة ؟ ) وكان هذا التساؤل بمثابة الهاجس؛ بل والقلق الذي جعل العديد من مدرسي والمفتشين الباحثين في مجال الفلسفة يقدمون تصورات متعددة ومختلفة، حول هذه المنهجيات التي تتعارض من تيار إلى آخر  ومن مدرس إلى غيره، لكن رغم هذا الاختلاف فهناك بعض عناصر التّرابط والتي تهدف بالأساس من داخل عملية تدريس الدرس الفلسفي إلى تبسيط المعارف المتمثلة في المفاهيم والتصورات والمواقف التي تتضمنها المقولات والنصوص الفلسفية 
  طرق التدريس في شموليتها يقصد بها، المنهجية التي يقوم بها المدرس قصد الوصول إلى الغاية أو الهدف المتوخى من الدرس وهي تتطلب الترتيب والتنسيق، والتسلسل للأفكار والأعمال والتقنيات وبما أنها تحتوي مجموعة من الإجراءات والتدابير؛ التي تفترض التنظيم وبمعنى أدق تحتاج إلى تخطيط المدرس بشكل مسبق قبل المباشرة بتنفيذ الدرس، ومن واجب المدرس توظيف خبراته ومعارفه مع التقنيات العلمية للصول إلى كفاية الدرس المخطط لها من قبله، وتنحصر أهمية الطريقة في إيصال المعارف والمعلومات والمهارات؛ إلى المتعلم ويمكن اختصار أهميتها بقول أب الفلسفة الحديثة  " رونيه ديكارت " "...أحرى بنا ألا نفتش عن الحقيقة من أن نفتش عنها بأية طريقة كانت... ". 
         تعرف طرق التدريس :  بأنها مجموعة من الخطوات المنظمة وفق مبادئ وفرضيات سيكولوجية وبيداغوجية ومتجانسة تستجيب لهدف محدد، لا يمكن الحديث عن الطريقة في نظره إلا عندما يتحقق قدر من التلاؤم بين الأهداف والمبادئ والخطط والتقنيات؛ لأن الطريقة لها خطوات منظمة تجعلها تحقق هدفها المحدد سلفا، ومن هنا فطريقة التدريس هي مختلف الأنشطة التي يجب أن يزاولها المدرس، لجعل التلاميذ يحققون أهدافا تربوية محددة وكل هذه الأنشطة ترتبط بسلوك التلميذ ونشاطه لأن التدريس في شموليته هو؛ مجموعة أداءات يستخدمها المدرس لتحقيق سلوك متوقع  للمتعلمين لأن الأساس الذي تقوم عليه طرق التدريس هو إيصال المعلومات من المدرس إلى المتعلم، إلى جانب الأهداف التربوية الأخرى، وهنا ينبغي للمتعلم كما يؤكد (GalLisson) أن يراعي الفرق الموجودة بين المتعلمين والمتمثلة أساسا في قدراتهم، ومهاراتهم وهذا ما تركز عليه النظرة الحديثة في طرق التدريس التي يمكن اعتبارها آليات منهجية تهدف إلى تنظيم المجال الخارجي الذي يحيط بالمتعلم كي ينشط ويغير سلوكه التربوي وكل هذا ينذرج ضمن؛ طبيعة المعرفة والأداء الذي ننتظره من التلاميذ مستقبلا، تنحصر هذه النظرية في كون التعلم يحدث نتيجة التفاعل بين المتعلم والظروف الخارجية المحيطة به ومن واجب التلميذ استحضار هذه الظروف والاستجابة لها والتفاعل معها وأخيرا يمكن القول أن طريقة التدريس ترتبط ارتباطا وثيقا بين المادة التعليمية والمتعلم، ضمن سياق الأهداف التربوية التي تم تسطيرها من قبل لأنها جزء متكامل من موقف تعليمي يشمل المتعلم وقدراته وحاجاته والأكثر من ذلك التحقق من الأهداف الكلية والجزئية التي يطمح المدرس الوصول إليها من خلال مادته المدرسة وهذا لن يسلك مساره الصحيح إلا بفعل التنظيم والرفع من كفاية وأساليب التدريس، التي تنظم مجال التعلم وتبسيط العملية                               
     بعد الحديث عن طرق التدريس وفق تصور " كالسون" GalLissonالذي أعطى نظرة شاملة تؤسس البعد المفاهيمي والتصورات العامة التي يمكن معرفتها عن طرق التدريس نحاول بعد ذلك  مقاربة هذا المفهوم من الناحية التربوية والبيداغوجيا 
الطرق البيداغوجية
 إشكالية التعريف 
   عندما نرجع إلى الأدبيات التربوية، نجد أن مفهوم الطريقة البيداغوجية قد أستعمل بمعان ودلالت متباينة إلى حد لم يعد معه بالإمكان، حصر مدلولها بصورة دقيقة، ويرجع أفانزين "Avanzini " إشكالية تعريف الطريقة البداغوجية إلى تنوع وإختلاف الإتجاهات التربوية والأطر المرجعية التي تؤطر المادة المدرسة 
          مفهوم الطريقة قد يشير ،على الأقل إلى خمسة معان مختلفة كما يؤكد " كنورص knnors"، هي تنظيم التعليم وتنظيم المنهاج وتنظيم الدرس، وشكل العمل الديداكتيكي وإنجاز الدرس .وقد يزداد التحديد تعقيدا وصعوبة عندما نضيف إلى هذا الإستعمال المتعدد لمفهوم الطريقة البيداغوجية يطرح المفاهيم القريبة منه من حبث الدلالة ومن هذه المفاهيم مفهوم التقنية ومفهوم الأسلوب التعليمي ومفهوم النموذج التربوي ومفهوم المنهجية، وعموما نقترح بعض التعاريف :
-  الطريقة البيداغوجية:  أسلوب عام للتدريس؛ وهي كذلك أسلوب تدريس مادة معينة
- الطريقة البيداغوجية: شكل من أشكال العمل الديداكتيكي داخل الوضعية التعليمية التعلمية يجمع بين المدرس والمتعلم في تفاعل مستمر سعيا وراء بلوغ هدف محدد"  Gasston- Mialaret ".
- الطريقة: هي العمليات المنظمة من طرف المدرس في علاقته بتقديم المحتويات قصد تحقيق أهداف معينة بمعية التلا ميذ.
- ويعرف المعجم الخاص بالبيداغوجيا، الطريقة البيداغوجية  بأنها مجموعة منظمة ومتناسقة من التقنيات والوسائل التي نستعملها من أجل الوصول هدف محدد هو تسهيل العمل التربوي l’action éducative .
   ترتكز الطريقة البيداغوجية دائما على فكرة محددة حول الإنسان والمجتمع والعلاقات المتوخاة كما يميز المعجم نفسه بين الطريقة و الاستراتيجية، التي هي كذلك مجموعة من الوسائل والتقنيات الهادفة إلى تحقيق هدف ما، لكنها خاصة وغير منتظمة وليست عامة ومنظمة كالطريقة. هذا يعني أن الطريقة الاستقرائية مثلا هي نفسها سواء في المغرب أو في أمريكا، لكن الاستراتيجية التي يطبقها المدرس أو المتعلم ضمن هذه الطريقة قد تختلف من من شخص إلى أخر. 
المعنى الأول : تعني الطريقة كل اتجاه بيداغوجي، يبحث عن دعم بعض الغايات التربوية فيؤدي إلى اقتراح مجموعة من الممارسات مثل " طرق تقليدية "، "طرق حديثة " ، "طرق فعالة ". وما يوحد بين هذه الطرائق هو كونها تعمل على توظيف وضعيات ووسائل مختلفة، تكون تابعة لمشروع تربوي واضح مثل ذلك نجد أن تقنيات فريني  " Freinet "  تتمحور حول عدة أنشطة تتمركز حول اقتناع أساسي يتمثل في أن نمو الطفل يتحدد من خلال إلتزامه بأعمال يدرك معناها جيدا، وتصل به إلى تنفيد أنواع من التعلم تكون أهدافها واضحة بالنسبة إليه .
المعنى الثاني : تستعمل عبارة " طريقة بيداغوجية " للدلالة على نوع من الأنشطة التي تهدف إلى إتاحة بعض أنواع التعلم، أو تهدف إلى تنمية بعض القدرات، من خلال التعليم المبرمج إن الشئ الموحد في هذه الطريقة هو طبيعة النشاط في خصوصيته البيداغوجية، حيث يستدعي هذا النشاط وضعيات ووسائل محددة فالتعليم المبرمج مثلا ، هو طريقة من حيث استدعاءه لتشخيص فردي وقبلي يساهم في وضع تدرجات خطية .
المعنى الثالث : تستعمل عبارة طريقة بيداغوجية للإشارة إلى وسائل خاصة ذات إستعمالات مضبوطة ترتبط بأهداف محددة جدا. من هنا يمكن أن نتحدث عن الوضعية المشكلة  " Situation-problème " ،أو عن مشاكل مفتوحة "    Problèmes-ouverts  " ويمكن للمدرس أن يستعمل هذه الطريقة مثلا خلال بعض مراحل إنجاز البرنامج الدراسي عندما لا يفرض أي أسلوب في العمل، ويقتصر فقط على مجموعات عمل للمناقشة والحوار وتعارض الأفكار، وتقديم الحجج والتمرن على الإقناع، وإنتاج المعارف وتعبئتها في الوضعيات والسياقات المختلفة .
المراجع المعتمدة
الدريج محمد " المعايير في التعليم "نماذج وتجارب لضمان جودة التعليم  ، مرجع سابق ص( 245) بتصرف
أحبادو ميلود " تحديد اهداف التربية ". مجلة الدراسات النفسية والتربوية. العدد الثاني ص( 12)  بتصرف

  الإنتصا ر عبد المجيد ، الأسلوب البرهاني الحجاجي في تدريس الفلسفة السلسلة البيداغوجية (2) ط .الأولى (1997) دار الثقافة للنشر والتوزيع ، الدار  البيضاء، ص  ( 47-50) بتصرف .
    - منتديات الحكمة التعليمية  ، بتصرف
    (  http://tercha.forumalgerie.net/t3767-topic#ixzz405d5D5Rj

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire