pub

Nombre total de pages vues

93752

dimanche 15 octobre 2017

الإســـــتــعمـــــــالات الديداكـــتيـــــــكية للكاريكاتور و الصورة في الكتاب المدرسي المغربي

الإســـــتــعمـــــــالات الديداكـــتيـــــــكية للكاريكاتور و الصورة في الكتاب المدرسي المغربي. 
 " مادة الإجتماعيات بالسنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي نموذجا "



حفيظ باحو : طالب باحث بسلك الدكتوراه - جامعة محمد الخامس - الرباط
                 أستاذ مادة الإجتماعيات - أكاديمية الرباط سلا القنيطرة 


*** في البداية لابد من الإشارة أن هذه المقالة مقتطفة من بحث نهاية الدراسة بسلك الماستر بكلية علوم التربية - جامعة محمد الخامس - الرباط
بإشراف من الدكاترة محمد فتوحي - محمد قفصي - أحمد الشرقاوي - عبد العزيز فعراس
البحث موجود برفوف خزانة كلية علوم التربية بالرباط

تقديم

يقول بيير جورج  "  بأن تاريخ الجغرافيا ما هو إلا تاريخ طويل للصورة" .

تعتبر الجغرافيا من التخصصات الأكثر نشاطا و لا تزال، في وقت لا يعرف لا المدرسون ولا المتعلمون أهميتها كنشاط تعلمي يومي. مع العلم أن الفكر الجغرافي يستقبل زخما هائلا من المعلومات والأخبار و الصور التي تنتج في مختلف المجالات خاصة الإعلام، ومما لا شك فيه أن مادة الجغرافيا تعد من أكثر المواد المدرسية تركيزا على استعمال وسائل و أدوات و دعامات بيداغوجية متنوعة ومتداخلة في آن واحد، بغية تبليغ مجموعة من المعارف، وتنمية مهارات معينة وتفعيل التواصل بين المدرس والمتعلمين. ومن بين العناصر المشكلة للدرس في إطار التربية الحديثة.
وهنا لا يمكننا إلا أن نتساءل عن الدور الذي يمكن للجغرافيا أن تلعبه في تكوين مواطني الغد الذين هم أطفال اليوم وتزويدهم بصور لبيئتهم بجميع أشكالها و أنواعها، دون أن ننسى أن الصورة وسيط تواصلي يختزل الكثير والكثير من المعلومات بين ثناياها. كما تساعد المتعلمين على فهم حاضرهم بشكل أكثر دقة و تساعدهم في بناء المستقبل، وذلك بإيقافهم على معرفة المجال الذي يعيش فيه هذا الإنسان مع إبراز الصيرورة التاريخية التي قطعها. وربطهم بأهم ميكانيزمات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية التي سيدخلون غمارها مستقبلا. ومن هذا المنطلق نستشف أن الصورة لها مكانة أساسية في تتبيث التعلمات لدى المتعلمين و تساعد المدرس على إيصال الأفكار بشكل أكثر سلاسة وواقعية. 
 فماذا نعني بالصورة التربوية؟
 و ما أشكالها؟
 وما مكانتها في بناء الدرس؟
 ثم ما وظيفتها في ترسيخ التعلمات؟

1. مدخل تاريخي

تتبع بعض الباحثين  تاريخ حاسة البصر عبر التاريخ الإنساني الطويل وحاول ربط ثقافة الصورة بالأبعاد والمتغيرات الدينية والسياسية والتكنولوجية ولاحظ انه يتتبع نشاطات الحياة كلها، لأن الصورة  هي الخيال والظل، وهي الحلم والشبح، وهي الأيقونة والعبادة، وهي اللوحة والتمثال والمتحف، وهي العين التي ترى ولا ترى، وهي وجود الإنسان وحياته وأصنامه ومماته، وتوصل  ريجيس دوبريه   Régis Debray "إلى أن الباحث يستطيع أن يؤرخ للمجتمع الإنساني من خلال تأريخه للصورة وكانت النتيجة انه قال بوجود ثلاثة عصور في مجال حاسة البصر هي:
* مرحلة اللوجوسفير: وتمتد من اختراع الكتابة حتى ظهور الطباعة.
* مرحلة الجرافوسفير أو الكتابة : وتبدأ منذ نشأة الطباعة حتى ظهور التلفزيون الملون.
* مرحلة الفيديو سفير: وهو عصر المرئيات أو عصر الشاشة الذي نعيش فيه الآن.
 إلا أن هذا التقسيم لا يعني بالضرورة وجود حدود صارمة تمنع التجاور او التداخل، وهذا التصنيف موسوم فقط بالملامح العامة لكل مرحلة علما بان المرحلة اللاحقة تحمل في طياتها وخلال تطورها اشياء من سابقتها فالكتابة مثلا لم تقض على الثقافة الشفهية بل سارت بجوارها، ولا الصورة الثابتة او المتحركة لم تقض على الطباعة بل دعمتها.
عندما ترسخت أقدام التصوير الفوتوغرافي اعتقد كثير من الناس آنذاك انه سيحتل مكان الرسم التشكيلي، وحصل نوع من التجاذب بين الرسامين والمصورين عبرت عنه مجموعة من الكتب صدرت في نهايات القرن التاسع عشر، ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان، اذ أن الأساليب الجديدة والتقنيات التي ابتكرها علماء التصوير الفوتوغرافي ألهبت خيال الرسامين وبعثت الحياة في الفن التشكيلي وأبعدتهم عن رسم الطبيعة المجردة و البور تريه ودفعتهم إلى استحداث مذاهب تشكيلية جديدة مثل السريالية والتكعيبية والتجريدية، ربما هربا من منافسة غير مفيدة مع آلة تستطيع تصوير لوحة ملونة خلال دقائق كان الرسام ينجزها خلال عام او أكثر.فكان هروب نحو الإبداع.
وتتحدث كتب التصوير عن قواعد مهمة تساعد المصور على تصوير صور ذات مواصفات جمالية يتفق عليها كبار المصورين وتلبي الإستخدامات المتنوعة للصور الفوتوغرافية منها على سبيل المثال :
• تفضيل اللقطات القريبة لإبراز التفاصيل عن المناظر البعيدة مع وضع الهدف في المركز البصري.
• اختيار زاوية تصوير معبرة تساعد على إبراز أمامية المشهد مع خلفية الصورة في تناسق وانسجام بحيث يكونان وحدة جمالية متكاملة.
• مراعاة التوازن في التشكيل الجمالي واستغلال خلفية الصورة للإيحاء بالبعد الثالث.
• مراعاة توازن الخطوط واتجاهاتها.
• تجنب إمالة آلة التصوير بخاصة في المناظر الطبيعية.
• تجنب قطع الصورة إلى جزأين متساوين بأي خط في موضوع الصورة.
• إبراز غرض وهدف وفحوى الصورة الأساس عن طريق زيادة المساحة التي يشغلها في الكادر مع وضع الجزء الأكثر أهمية عند المركز البصري (قانون الثلث).
• عدم إظهار جزء كبير من السماء أو الأرض أو الماء حتى لا يفسد التوازن.
وتشير البحوث التي أجريت في هذا المجال إلى أهمية الصور والرسوم التوضيحية في عملية التواصل ومن ضمنها عملية التعليم والتعلّم ، ووفق نظرية ماكلوان  الساخن والبارد في تفسيره لتأثير وسائل الاتصال على الفرد والمجتمع فإن الصورة الفوتوغرافية وسيلة ساخنة لأنها تمد حاسة واحدة من حواس الإنسان (البصر) درجة عالية من الشدة حيث لا تترك له مجالا للتدخل بخاصة تلك الصور التي تنقل مشاهد إنسانية تثير أحاسيس ومشاعر  المشاهد وتؤجج عواطفه.
2. تعريف الصورة
2.1 الصورة بشكل عام:
من المعلوم أن الصورة المرئية هي تمثيل محسوس ومشخص للعالم، وتتميز عن الصورة البلاغية واللغوية، ذات الطاقة التخيلية المجردة، بطابعها المرئي والبصري و السيميائي. ويعني هذا أن الصورة البصرية صورة سيميائية و أيقونية بامتياز، يتداخل فيها الدال والمدلول والمرجع لتشكيل الصورة العلامة. ويعني هذا أن الصورة المرئية هي صورة حسية تخاطب العين أكثر مما تخاطب الحواس الأخرى. وترتبط هذه الصورة بالشكل واللون والخط والظلال والنقط والهيئة والحال والانطباع واللقطة والضوء والصباغة... إلخ.
ومن حيث الدلالة السيميائية، فالصورة تكون أكثر تعبيرا وتوضيحا من الكلمات اللغوية. ومن ثم، فصورة واحدة خير من ألف كلمة. لذلك، تلتجئ العلوم و المعارف و وسائل الإعلام إلى توظيف الصورة في عملية الأداء والتبليغ والتواصل ونقل الخبر. و يضاف إلى هذا أن الصورة قد تبنى على عدة علاقات، مثل: علاقة المطابقة، وعلاقة المماثلة، وعلاقة الإحالة، وعلاقة الأيقنة، وعلاقة الإيحاء، وعلاقة الترميز، والعلاقة السيميائية، وعلاقة التضمين، وعلاقة التعيين، وغيرها من العلاقات الأخرى التي تتحدد من خلال السياق التداولي.  لكن ما يهم بشكل أكثر الصورة التربوية.
فماذا نعني بها؟
2.2  الصورة التربوية
 تختلف عن الصورة بصفة عامة من حيث البساطة و التركيب فهي صورة هادفة ومفيدة تستخدم في مجال التربية والتعليم، وبالضبط في الفصل الدراسي. وبالتالي، تتحول هذه الصورة إلى صورة ديداكتيكية أو ما يسمى أيضا بالصورة التعليمية - التعلمية، وماهية هذه الصورة أنها وسيلة توضيحية، وأداة بيداغوجية هامة، تساعد المتعلم والمدرس معا على التبليغ والإفهام والتوضيح، وتفسير ما غمض من الدرس، وتبيان جزئياته وتفاصيله المعقدة بشكل محسوس ومشخص، خاصة أن المتعلم لا يمكن فهم المجردات كثيرا إلا في مرحلة متقدمة من العمر +12 سنة. لذا، تقوم الصورة التربوية بدور هام في تبسيط الدرس، وتسهيله، وتلخيصه، وتبيان خطواته المقطعية بطريقة ديداكتيكية ميسرة راسخة في العقل أو الذهن. والآتي، أن الصورة التربوية تؤدي نفس ما تؤديه الوسائل الديداكتيكية من وظائف بيداغوجية وتعليمية ونفسية واجتماعية وتثقيفية وإعلامية... علاوة على هذا، فالصورة التربوية هي صورة إدراكية ذهنية من جهة أولى، وصورة انفعالية ووجدانية من جهة ثانية، وصورة حركية توحي بالفعل والأداء والإنجاز من جهة ثالثة. ويمكن أن تكون للصورة البيداغوجية مجموعة من الوظائف غير الوظيفتين: التربوية و الديداكتيكية، كالوظيفة التعبيرية، والوظيفة الجمالية، والوظيفة التأثيرية، والوظيفة الحفاظية، والوظيفة المرجعية، والوظيفة الأيقونية، والوظيفة الثقافية، والوظيفية السيميائية، وغيرها من الوظائف الأخرى التي تتحدد من خلال السياق النصي والذهني.
3. أنواع الصورة
الصورة التربوية أو البيداغوجية:
نعني بالصورة التربوية تلك "الصورة التي توظف في مجال التربية والتعليم، وتتعلق بمكونات تدريسية هادفة، كأن تشخص هذه الصورة واقع التربية، أو تلتقط عوالم تربوية هادفة تفيد المتعلم في مؤسسته أو فصله الدراسي".
أي: أن الصورة التربوية هي التي تحمل في طياتها قيما بناءة وسامية، تخدم المتعلم في مؤسسته التربوية والتعليمية بشكل من الأشكال. وقد تتنوع هذه الصورة في أشكالها وأنماطها وأنواعها، لكن هدفها واحد هو خدمة التربية والتعليم. ولا تقتصر هذه الصورة على ما هو تربوي عام فقط، بل تطلق على الصور الموظفة في الكتاب المدرسي، ما عدا الصورة الإشهارية، والصورة التشكيلية، والصورة الفوتوغرافية، والصورة التوجيهية التحسيسية... بل لابد أن تكون صورة متميزة بهدفها التربوي والتعليمي.
الصورة الديداكتيكية:
"الصور الديداكتيكية هي التي توظف في حصة الدرس تخطيطا وتدبيرا وتوضيحا وتقويما، مثل: الصور الإدماجية وصور الوضعيات والصور الإيضاحية والخطاطات". 
أي: إن الصورة الديداكتيكية هي تلك الصورة التعليمية المرتبطة بمقاطع الدرس الثلاثة: المقطع التمهيدي، و المقطع التكويني، و المقطع النهائي. وتندرج هذه الصورة كذلك ضمن ما يسمى بوسائل الإيضاح. و بالتالي، يستعمل المدرس الصورة الديداكتيكية المثبتة في الكتاب المدرسي لبناء الدرس شرحا وتوضيحا واستثمارا واستكشافا واستنتاجا وتقويمًا.
الصورة الإشهارية:
الصورة الإشهارية هي الصورة الإعلامية والإخبارية التي تستعمل لإثارة المتلقي ذهنيا ووجدانيا، والتأثير عليه حسيا وحركيا، لدفعه قصد اقتناء بضاعة أو منتوج تجاري ما. ويعني هذا أن الإشهار بمثابة بث وإعلان وإخبار وتبليغ بمنتوج أو خدمة ما، وذلك بغية إيصالها إلى المتلقي. وكلّ إشهار حسب رولان بارت R.Barthes رسالة:” إنه يتضمن بالفعل، مصدر بث، هو الشركة التجارية التي ينتمي إليها المنتوج المشهر، ومتلقيا هو الجمهور، وقناة إبلاغ، وهي ما يسمى تحديدا ركن الإشهار. و هكذا فالإشهار سلوك اجتماعي واقتصادي وإعلامي يراد منه تبليغ رسالة استهلاكية معينة، ويستعين بكلّ الوسائل المستخدمة في الفنون التعبيرية الأخرى كالسينما والمسرح والتشكيل والتصوير والموسيقى. وبالتالي، يترك الإشهار أثرا حاسما اجتماعيا ونفسيا”.   يطرح عددا كبيرا من العلاقات العاطفية والثقافية المرغوبة أو المكبوتة: أصبح الإشهار الفن الشعبي الأكبر في زماننا هذا، هو مهد الميثولوجيات المعاصرة، ومجال ثقافي يومي، ومرجع أبدي لبعض أنماط الثقافة الشعبية. إنّ الهدف الأساسي من الإشهار بصفة عامة والصورة الإشهارية بصفة خاصة هو أن :” يتجه أساسا نحو بيع المرجع(منتوج للبيع) بواسطة رؤية تواصلية تقليدية( بث إرسالية ما نحو المستقبل) ، تكون قريبة جدا من الخطاطات اللسانية لنظرية التواصل، حيث تشتغل بكيفية فعالة بالمفاهيم السيميولوجية التقليدية . ومن هنا، فالإشهار بمثابة قناة إعلانية وإعلامية وإخبارية.
  الصورة الإشهارية تعتبر مادة للدراسة والتحليل والنقد والتقويم، وأداة ديداكتيكية لنقل الخبرات والمعارف التعلمية. هذا، ويقصد بالصورة الإشهارية تلك "الصورة الإعلامية الإخبارية التي تستعمل لإثارة المتلقي ذهنيا ووجدانيا، والتأثير عليه حسيا وحركيا، ودغدغة عواطفه لدفعه لاقتناء بضاعة أو منتج تجاري ما".  وقد ارتبطت الصورة الإشهارية بالرأسمالية الغربية ارتباطا وثيقا، واقترنت كذلك بمقتضيات الصحافة من جرائد ومجلات ومطويات إخبارية، فضلا عن ارتباطها بالإعلام الاستهلاكي بما فيها الوسائل السمعية والبصرية من راديو، وتلفزة، وسينما، ومسرح، وحاسوب، وقنوات فضائية، بالإضافة إلى وسائل أخرى كالبريد، واللافتات الإعلانية، و الملصقات، واللوحات الرقمية والالكترونية.
الصورة الفوتوغرافية:
الصورة الفوتوغرافية صورة مختصرة ومختزلة للواقع الحقيقي مساحة وحجما وزاوية ومنظورا وتكثيفا وخيالا و تخييلا.
وبالتالي، فهي تعبر عن لمسات المصور وأفكاره ووجه نظره وطبيعة وعيه وإدراكه الذاتي والموضوعي و تستعمل صورا فوتوغرافية تنقل عوالم المحيط وبيئة المتعلم بكل أجوائها التخيلية والواقعية والممكنة والمحتملة. وتحضر هذه الصورة مضمونا وأداة. بمعنى أن هذه الصورة تستعمل لأغراض دراسية، ووسيلة للتوضيح والشرح والتقويم.
هذا، وتتميز الصور الفوتوغرافية في الكتاب المدرسي بخاصيتها التربوية و الديداكتيكية، وتتسم أيضا بطابعها المهني/التقني، وطابعها الفني والجمالي، وطابعها الرمزي والدلالي، وطابعها الإيديولوجي و المقصدي. كما "تتشكل الصورة الفوتوغرافية من الدال والمدلول والعلاقات التي تجمع بينهما. و يعني هذا أن الصورة الفوتوغرافية، باعتبارها صورة واصفة للواقع، يمكن إخضاعها لثنائية التعيين والتضمين، وثنائية الاستبدال والتأليف، وثنائية الدال والمدلول، وثنائية التزامن والتعاقب. ولا ننسى أيضا بعض المكونات المناصية الأخرى كحجم الصورة الفوتوغرافية (حجم صغير، متوسط، كبير)، ومقاسها، وطبيعتها (الصورة الشمسية، الصورة الرقمية، والصورة الاصطناعية، والصورة المفبركة، والصورة المركبة من التشكيلي والفوتوغرافي...)، وحجمها، ومرسلها، ومتلقيها، وزاوية التقاطها... "
  الصورة التشكيلية:
هي الصورة اليدوية التشكيلية الفطرية والواقعية والمجردة و تعمل على نقل مجموعة من الخبرات التعليمية- التعلمية، وإطلاع المتعلم على عالم التشكيل من جهة، واستعمال الصورة كذلك وسيلة فنية للإيضاح والشرح، وبناء الدرس تدبيرا وتنظيما وتقويما من جهة أخرى.
هذا، وتنبني الصورة التشكيلية على الخطوط والأشكال والألوان والعلاقات. ومن ثم، تتأسس الصورة التشكيلية على التمفصل المزدوج البصري: الشكل أو الوحدة الشكلية  (Formème)، و اللون (colorème) أو الوحدة اللونية. 
   الصورة السينمائية:
الصورة السينمائية هي مقاطع متحركة و لقطات فيلمية، وكتابة سينارستية، ومشاهد متعاقبة مفككة أو متناظرة، وتستعين بالحكي والوصف والحوار، والتوجه مباشرة إلى الجمهور المتعلم. وغالبا ما تتخذ الصورة السينمائية طابعا توثيقيا من جهة، وطابعا تخييليا من جهة أخرى. ولا أحد ينكر أهمية الصورة السينمائية في المجال التربوي و الديداكتيكي لأهميتها التواصلية و التبليغية والتأثيرية... و يتم الإستعانة بها في الكتاب المدرسي أيضا باعتبارها مادة دراسية تعلمية في حصص القراءة والتعبير والإنشاء والكتابة، كما تستثمر أداة للتدريس والتوضيح وشرح الدرس. ويعلم الكل بأن الصورة السينمائية أكثر تبليغا من باقي الصور الأخرى لانجذاب المتعلم إليها بسرعة عن اقتناع ومحبة ورغبة.
الصورة الإعلانية أو التوجيهية:
الصورة الإعلانية أو التوجيهية أو التحسيسية هي "الصور المفبركة كالكارتونية  التي تم خلقها بالوسائل التكنولوجية  و تتعلق بالحفاظ على البيئة، أو الحث على التضامن، أو على احترام القانون وعلامات السير" . ويعني هذا أن الصورة التوجيهية أو الإعلانية هي صورة إرشادية و تحسيسية وأخلاقية وتعليمية بامتياز.. وتوظف هذه الصورة لأغراض تعليمية أو إخبارية أو تنبيهية، يقصد بها نصح المتعلم أو توجيهه أو إرشاده إلى ما يخدم مصلحته وذاته وواقعه ووطنه وأمته وبيئته. ويعني هذا أن هذه الصورة هادفة وسامية، تحمل في طياتها رسائل إعلامية وإخبارية تنويرية وتوجيهية، تهدف إلى غرس القيم النبيلة في نفوس المتعلمين لتمثلها في حياتهم اليومية والسلوكية.
الصورة الأيقونية:
صور الأشخاص أو الشعارات المرئية  (Logo)، ومنحوتات بصرية، وخرائط وأشكال مرئية, الصور الأيقونية يحضر فيها الأيقون البصري باعتباره علامة سيميائية قائمة على وظيفة المماثلة، ويرتبط الأيقون (Icon) بالسيميائي الأمريكي شارل سندرس بيرس  (CH.S.Peir)، ويدل على كل أنظمة التمثيل القياسي المتميز عن الأنظمة اللسانية. و يتضمن الأيقون الرسومات التشكيلية والمخططات والصور الفوتوغرافية والعلامات البصرية.
الصورة الرقمية:
الصورة الرقمية الجاهزة هي التي يمكن الحصول عليها أو سحبها من الشبكة العنكبوتية. و الصورة الرقمية سهلت كثيرا عملية تأليف الكتب المدرسية و على واضعي هذه الكتب وطابعيها؛ نظرا لكونها صورة متطورة وعصرية و وظيفية، مرتبطة بالحاسوب والشبكة الرقمية. ويمكن - الآن - أن نجد كل الصور المرغوب فيها دون اللجوء إلى التشكيلي أو الفوتوغرافي، بل هي صور موجودة بكثرة داخل العوالم الإلكترونية الرقمية هنا وهناك، يختار الإنسان منها ما يشاء. وأكثر من هذا، فقد تحولت كثير من الصور التشكيلية و السينمائية و المسرحية و الإشهارية وغيرها إلى صور رقمية عصرية، يتحكم فيها الحاسوب بالتثبيت أو التغيير أو التحوير. ويعني هذا كله أن الكتاب المدرسي قد استفاد من الثورة التكنولوجية في مجال استثمار الصورة الرقمية بسرعة ومرونة وسهولة ويسر.
ومن هنا، يتضح لنا بأن الكتاب المدرسي لا يمكن له - اليوم - الاستغناء عن الصورة الرقمية؛ نظرا لأهميتها التقنية، ودورها الإعلامي والتكنولوجي البليغ.
الصورة المسرحية:
الصورة المسرحية هي تلك الصورة المشهدية المرئية التي يتخيلها المشاهد والراصد ذهنا وحسا وشعورا وحركة. وغالبا ما تكون هذه الصورة نصية ثابتة، أو بمثابة حركة ديناميكية، تتكون من مجموعة من الصور البصرية التخيلية المجسمة وغير المجسمة فوق خشبة العرض. وتتكون هذه الصورة المسرحية المعروضة من الصورة اللغوية، وصورة الممثل، والصورة الكوريغرافية، والصورة الأيقونية، والصورة الحركية، والصورة الضوئية، والصورة السينوغرافية، والصورة التشكيلية، والصورة اللونية، والصورة الفضائية، والصورة الموسيقية أو الإيقاعية، والصورة الرصدية.
ومن هنا، فإن "الصورة المسرحية ليست هي الشكل البصري فقط، بل هي العلاقات البصرية والحوارية البصرية؛ العلاقات البصرية فيما بين مكونات العمل أو العرض الفني المسرحي ذاته، والحوارية البصرية بين هذه المكونات والممثلين والمتفرجين"
و يضاف إلى هذا أن الصورة المسرحية هي تقليص لصورة الواقع على مستوى الحجم والمساحة واللون والزاوية. ويعني هذا أن المسرح صورة مصغرة للواقع أو الحياة، وتتداخل في هذه الصورة المكونات الصوتية/ السمعية والمكونات البصرية غير اللفظية. و بالتالي يتعامل الكتاب المدرسي مع الصورة المسرحية باعتبارها مادة تعليمية - تعلمية في مجال القراءة والكتابة والتعبير والإنشاء، كما تستعمل وسيلة ديداكتيكية للإيضاح و الشرح و التفسير والبيان، وبناء الدرس في مختلف مقاطعه المتعاقبة من بداية الحصة حتى نهايتها.
الصورة الجوية
هي "الصورة المأخوذة من الطائرة أو ما شابه ذلك و تكون الصورة الجوية وثيقة خام، تمثل الواقع المضبوط لمعالم السطح بدون تأويل ولا تعريف, هي وثيقة صامتة ليس بها أي إخبار، كل ما على الأرض يتضح بأشكاله الهندسية الفعلية مع مراعاة تحريفين إلزاميين هما التصغير في المساحات، والتحريف الناتج عن المرور من أشكال حجمية إلى أشكال مستوية".

صور الأقمار الاصطناعية
هي صور مأخوذة بواسطة الأقمار الصناعية المثبتة في الفضاء و يتم تحميلها مباشرة من محركات بحث في الشبكة العنكبوتية عبر مواقع خاصة "Google Erth" و "Virtual Erth" ...
4. الاستعمالات التربوية للصورة
إن الدعامات الميسرة للتعلم " الصورة - الرسم - المقطع التوضيحي - الخريطة - الخطاطة ….." ليست مجرد أدوات مدمجة في بنية النشاط التعلمي لتأثيث الفضاء البيداغوجي للدرس و توضيح المفاهيم و المواضيع المقترحة للتعلم ، بل إنها أدوات أساسية ، عليها يرتكز بناء التعلمات و بواسطتها تكتمل دراسة عناصر المنهاج،  حيث تكاد لا تخلو مطبوعة من رسوم وصور سواء كانت كتابًا أو مجلة أو صحيفة، والقول بأننا نعيش اليوم في "حضارة الصورة يعد قولاً واقعيًا، ولم يعد ممكنًا أن نفكر في كثير من أمور حياتنا من دون أن نفكر في الصور، أينما التفت تجد نفسك محاطا بها، وباتت لغة عالمية، تجذب الصغار والكبار على حد سواء". 
من هنا نطرح السؤال التالي " فكيف للصورة أن تكون دعامة ديداكتيكية ناجعة و فعالة في التعليم و التعلم؟ الصورة بأنواعها المختلفة تلعب دورًا مهمًا في العملية التربوية بصفة عامة، والعملية التعليمية التعلمية بخاصة، وذلك من خلال ما يأتي:


* وسيلة تعليمية
 أثبتت الدراسات التربوية أن مصاحبة الوسيلة المصورة لنص مكتوب تلعب دورا أساسيًا في فهم واستيعاب محتوى هذا النص،  وتكفي صورة واحدة أحيانًا لتعبر عن فكرة قد لا يكفي مقال طويل للتعبير عنها، وإذا كانت بجانب نص ما فإنها تشكل دعمًا حسيًا للكلمة المجردة ما يساعد على عملية الإدراك عند القارئ وربط المعلومة بالواقع. وتكتسب الصورة أهمية خاصة في العملية التعليمية التعلمية إذ يعد البصر من أهم مداخل المعرفة عند الإنسان، ويذهب البعض إلى اعتبار هذه الوسيلة مساوية للنص من حيث الأهمية، إن لم تكن متفوقة عليه أحيانًا. وبالتالي كيف لنا ما دامت تلعب جميع هذه الأدوار أن لا نحسن استعمالها بجميع أشكالها الصورة في درس الجغرافيا سواء الصور الثابتة أو الصور المتحركة "الثابتة" كالصور الفوتوغرافية الأرضية والجوية المائلة أو العمودية، وصورة القمر الاصطناعي، و "المتحركة"  كصور الشاشة).  لكن أثناء استثمارها فلا بد للمتعلم في إدراكها أن يكون منتبها، لأن الانتباه هو الحركة الأولى في العملية الإدراكية تليها عملية الإحساس، حتى يمكنه أن يستدخلها في صورة ذهنية يستثمرها استقبالا، ويفترض فيه الثبات والتركيز على الصورة من حيث مكوناتها وعناصرها، فكلما طال التركيز ودامت نظرته كلما استطاع فهمها واستيعابها.                                                   
ولا بد من أن تكون له رغبة وحافز للتعامل مع الصورة، وهذا التحفيز يفرض على منتج الصورة أن ينتقي الصور التي تشبع رغبات التلميذ التي تختلف بحسب الميولات والتنشئة الاجتماعية. فإذا كانت الصورة لا تلبي رغبة المتعلم فهي بذلك صورة غير بيداغوجية، أما التنظيم فيرتبط بتنظيم مكونات الصورة حتى تبدو خاضعة لنسق معين، والتنظيم مرتبط كذلك بوجهة تلقي الصورة من قبل المتعلم، فعماد الصورة يؤثر في تلقيها عموما، كما يفترض في الصورة أن تكون من جنس التنشئة الاجتماعية للمتعلم، وتنتمي إلى موسوعته الإدراكية، فالصور التي ليست جزءا من خبرات المتعلم السابقة ستكون عصية على الاستيعاب، وهذا ما نلمسه لدى المتعلم الصغير عندما يصادف صورا في الكتاب المدرسي لا عهد له بمرجعها الثقافي، حيث تبقى عنده مجرد أولانيات كما عبر عنها بورس، لا يستطيع تذكرها ولا يحصل له الإدراك بصددها. كما ينبغي للصور أن تكون خالية من التشويه أو التحريف، بل يجب أن تكون بسيطة في عناصرها، لأن الهدف ليس الصورة في ذاتها، بل ما تقدمه من أدوار تعليمية تعلمية، والتحريف قرين الخداع الإدراكي، كما ينبغي أن يكون العمق فيها عاديا بسيطا، ويستحب أن تكون في المراحل الأولى من التعلم ثلاثية البعد. لأن الطفل في بداية تعلمه لا يستطيع أن يسقط الأشياء ذات البعد الثلاثي على مساحة من بعدين اثنين. 
هنا لن نقف على ذكر أهم الخطوات التي ينبغي إتباعها من طرف المدرس لأنه لكل صورة موضوع، وبالتالي تختلف عن بقية الصور من حيث العناصر المشار إليها، ومن تم لكل صورة خطوات حسب موضوعها وحسب الغرض من استعمالها بناء على الإشكالية المطروحة. لذلك نكتفي هنا بتقديم بعض الأغراض من استخدام الصورة: 
الصورة تساعد على الدراسة التفصيلية في مادة الجغرافيا ولها وظائف متعدد لا يمكن حصرها. أهمها تعطي الفرصة للمتعلم أن لا يسبح في الخيال بتقريب الظاهرة المدروسة في صورة تمثيلية مجسمة  توضيحية, إلى جانب وظائف أخرى أهما.
5. وظائف الصورة
يعتقد الكثير من المحللين التربويين أن نسبة 80% إلى90 % من خبرات الفرد يحصل عليها عن طريق حاسة البصر، كما أن مبدأ السيكولوجيا يقول: إن الفرد يدرك الأشياء التي يراها إدراكا أفضل وأوضح مما لو قرأ عنها أو سمع شخصا يتحدث عنها، فالصورة كفيلة بتطوير كافة عناصر العملية التعليمية التعلمية، وجعلها أكثر فاعلية وكفاية، فلم تعد الصورة وسيلة إضافية ، بل غدت مهمة في العملية التربوية لما تقوم به من أدوار نذكر منها:
o تصحيح المفاهيم الخاطئة
o تضفي إيضاحا على المقارنة والمغايرة
o تبني خبرات جديدة
o تضفي المعاني على الرموز
o تمثل أساسا لإصدار الحكم القائم على القيم
o تمثل دافعية للمتعلم
o تلفت النظر إلى الأحداث
o تنمي البصيرة العاطفية والتذوق
o تساعد على تنمية المهارات التفكيرية: النقاش، حل المشكلات، الملاحظة الدقيقة، التفكير الناقد، الاستدلال الجغرافي والفكر العلمي
o تبرز تساؤلات و تمثلات المتعلمين
o تمكن من استعمال واكتساب وفحص و تحويل و تنمية المصطلحات الجغرافية.
o تربية الذوق الفني للمتعلم: تتكون شخصية الفرد من جوانب متعددة بشكل مركب ومتداخل، ويشكل الجانب الفني فيه جزءًا مهمًا يعبر عنه بأساليب مختلفة، وإدراك القيم الجمالية عملية معقدة لا تتم ببساطة، ومن دون إعداد سابق، لذلك نجد إن الاهتمام بالتربية الجمالية قديم في المجتمعات الإنسانية لان الإنسان يشعر بالحاجة إلى الجمال وتذوقه وإبداعه، وهي بدورها توقظ المشاعر والأحاسيس وتساعد على التربية العقلية وتسهم في إثراء المعارف وتكوين العمليات المعرفية.
o اكتشاف الإبداع وتنميته:  الإبداع قدرة خاصة لا يمتلكها إلا عدد قليل من الأفراد، ولكن من المهم جدا تنمية قدرات الفرد إلى حدها الأقصى فالإبداع يبرز خلال عملية تنموية، انه يستند إلى ثروة روحية وخبرة في الحياة العملية وينبع من إحساس مرهف تجاه الواقع، وقدرة خاصة على إدراك العلاقات بين العناصر والأشياء.
o تمكن من المفهمة التدريجية للظواهر ضمن منهج فرضي استنباطي.
o باعتبارها وسيط و وسيلة بصرية من وسائل الاتصال المرئي و التواصل لا يتم مباشرة و إنما باستعمال وسيط أو مجال مشترك للمعرفة .و في الحقل التربوي ، تستعمل الصورة كدعامة بيداغوجية من لدن عدة مواد دراسية ليس فقط الجغرافيا ، فهي حاضرة بقوة في مختلف مستويات الفعل التعليمي-التعلمي دون أن يكون استعمالها كأداة للتعلم مقننا أو خاضعا لمنهجية محددة تقود إلى معرفة موحدة .
o تعزز كل أشكال التمفصل بين المرئي و الشفهي و المكتوب . ولا تعتبر ذات جدوى إلا عندما تترك لدى المشاهد " المتلقي" نسبة عالية من المعرفة و أثرا معينا .
o الصورة تقرأ و تلاحظ دون أن تتم أحيانا الإحاطة بكل عناصرها المرئية إحاطة تامة ، ومن ثم فالمتعلم مدعو لملاحظة ما يراه في الصورة و استكشاف مكوناتها دون أن يتتبع المسارات المحددة سلفا لقراءتها و التي غالبا ما تكون اصطناعية . وعلى المدرس أن يستحضر دائما أن المتعلم يمتلك ثقافة بصرية للصورة مستمدة من خبراته و مشاهداته للتلفاز و قراءته للقصص المصورة .
o  الصورة بالنسبة للمتعلم هي "الحلقة الأساس بحيث تعتبر وسيلة لإثارة الدافعية لديه و تفعيل فضوله الفكري  خاصة في المرحلة التمهيدية للدرس . فبواسطتها يمكن حثه عل طرح التساؤلات المدخلية للانطلاق في بناء التعلمات وفق نسق تدربجي ، و لا تأخذ معنى لها إلا من خلال العمل الذي يعقب ملاحظتها . و الذي يقتضي بصورة عامة دعامات أخرى يحللها المتعلم أو ييسر المدرس تفسيرها".
           أما بالنسبة للمدرس ، فقد "تمثل نقطة انطلاق للتخطيط الاستراتيجي للدرس و تعين عل تركيز الانتباه أو إثارة الاهتمام للوضعية - المشكلة . ويوظفها في السياق التعلمي لإشراك المتعلم عاطفيا و عقلانيا في بناء المعرفة و في تعلم مهارات و قدرات و قيم منسجمة مع المحيط الاجتماعي" .
لهذا بعد أن رأينا هذا الكم الهائل من الوظائف للصورة ينبغي التركيز على تنمية كفايات مرتبطة بالصورة منها:
• كفاية ملاحظة صورة أي القيام بوصف ذهني وبمسح لحقل الصورة.
• كفاية وصف صورة وذلك بالإجابة على سؤالين:
 كيف؟ بمعنى نموضع ونوطن ونوجه نظرة الصورة ونحدد زاوية هذه النظرة ثم نحصي ونعدد ونسمي ونرتب العناصر المشاهدة وننظمها في المجال.
 ماذا؟ بمعنى تحديد مؤشرات الملاءمة ومؤشرات العلاقات بين الظواهر والعناصر
• كفاية تفسير وتأويل صورة، أي استعمال المصطلحات الجغرافية المفسرة وقراءة أخرى شبيهة.

المقترحات
قبل العمل على اقتراح منهجية لقراءة الصورة التربوية ، نود أن نقول أن استعمال الصور و الملصقات و الكاريكاتور يساعد على تكوين مدركات ومفاهيم علمية سليمة و مفيدة، فمهما كانت اللغة واضحة في توصيل المعلومة للمتعلم، يبقى أثرها محدودا ومؤقتا بالمقارنة مع أثر استخدام الصورة التربوية التي تزيد القدرة على الاستيعاب والتذوق، وتُعينُ على تكوين الاتجاهات والقيم، بما تقدمه لهم من إمكانية على دقة الملاحظة، والتمرن على إتباع أسلوب التفكير العلمي، للوصول إلى حل المشكلات، وترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها المتعلم؛ كما أنها توفر لديه خبرات حقيقية تقرب واقعه إليه، مما يؤدي إلى زيادة خبرته، فتجعله أكثر استعدادا للتعلم والتكوين والتقويم الذاتيين؛ مما يضفي على التعليم صبغة العالمية و الواقعية والخروج من الإطار المحلي الضيق. لكن في الكتاب المدرسي رصدنا الكثير من الإختلالات في استعمالها و بالتالي نقترح أو بالأحرى يشترط فيها أن تكون :
 ان تكون واضحة.
 أن تساعد على بلوغ الهدف من الدرس وتيسره.
 أن تنمي معلومات المتعلم وتفتح آفاقه المعرفية.
 أن تمكنه من التركيز على الجوانب المهمة.
 أن تكون حديثة  و دقيقة لافتة للانتباه.
 أن تكون مثيرة للنقاش، حاملة للمعلومات الرئيسية.
إذا ما كان محتوى الصورة مراعيا لقدرات المتعلم و متناسبا وملكاته اللغوية والمعرفية والنفسية، فإنها ستسهم فعلا في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.
فالصورة التربوية و الملصقات التحسيسية و الرسوم الكاريكاتورية تتميز بحاجتها للحركة والدينامكية مما يصيرها ذات خصائص نفسية وجمالية ومعرفية ، تستطيع أن تترجم مختلف الأنشطة المعرفية . وقد استثمر الدراميون هذا الأمر في تفسير وتوضيح دلائل الصورة في الإنتاج السينمائي وآليات قراءتها من طرف المشاهد . وتوصلوا إلى وضع قاموس بصري حركي، و لا يخفى علينا ما وصل إليه الإنتاج السينمائي اليوم و هكذا أصبح لزاما الاستفادة من تجربتهم و صقلها في العملية التعليمية - التعلمية لأنها: 
  عامل تشويق يثير اهتمام المتعلم.
  تتميز بالدقة والوضوح أكثر من اللفظ و المكتوب.
   قدرتها على إثارة نفسية المتعلم والتأثير فيه نفسيا وعقليا خاصة في المراحل العمرية المتقدمة.
   قدرتها على تقريب البعيد مكانا و زمانا والغوص في الازمن.
   تشجيع المتعلم على استثمار ملكته العقلية من ملاحظة وتأمل وتفكير وبذلك تتحقق له المعارف وينقل المعلومات و تتوضح لديه الأفكار.
هذا الجيل، جيل بصري بامتياز يتفاعل مع كل ما هو مصور و ملون و مسموع، بالتالي يجب أن تراعي الكتب المدرسية هذا المعطى باعتماد صور ملونة و مقروءة و لما لا أن تكون كبيرة كذلك و تشغل مساحة أكبر في الدروس كما هو معمول به في المناهج التربوية الغربية ( فرنسا نمودجا).

خلاصة عامة
يمكن لنا إذن أن نقول أن الصورة تستثير اهتمام المتعلم، وتنبع من احتياجاته ورغباته، حيث إن الصور الثابتة أو الأفلام، أو المجسمات أو غيرها تقدم معارف مختلفة، يستطيع المتعلم من خلالها إشباع رغباته، مما يحقق أهدافه، وكلّما كانت الصورة أقرب إلى الموسوعة الإدراكية للمتعلم، وتنشئته الاجتماعية، كلما كان دورها التربوي أفضل وأعظم، بحيث تجعله أكثر استعدادا لتقبل المادة المعرفية، و تساعده على إشباع الرغبة والزيادة في تقوية وتحسين خبراته. كما تدفع الصورة المتعلم إلى إشراك جميع الحواس (الحس المشترك) في الدراسة والاستيعاب، وتشحذ ذهنه نحو التفكير والتأويل والتحليل، وهذا ما يجعله مستقبالا قادرا على تدقيق الملاحظة، وإتباع المنهجية العلمية في التعلم، والحكم، والتقييم، والتقويم في الوصول إلى حل المشكلات بمختلف أنواعها. لا يمكن مهما كان الحال تجاهل دور الصورة في تنويع أساليب التعلم وفي مواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين، لأن لكل متعلم ذكاء خاص، يختلف عن باقي ذكاءات زملائه، وبهذا التنوع في الأساليب يمكننا أن نشبع رغبات الجميع ونحقق الأهداف التربوية.
المراجع
المقالة مقتطف من بحث نهاية الدراسة بسلك الماستر بكلية علوم التربية بالرباط.

الوثائق الرسمية
1. الميثاق الوطني للتربية والتكوين - وزارة التربية الوطنية1997م.
2. الكتاب الأبيض : وزارة التربية الوطنية2002م.
3. الوثائق والتوجيهات الخاصة بتدريس مادة الاجتماعيات بالتعليم الثانوي الإعدادي 2007م.
4. المخطط الاستعجال 2009م.
5. المذكرات الوزارية الخاصة بالتقويم.
6. الرؤية الإستراتيجية 2015-2030 : جميع من أجل مدرسة الجودة و الإنصاف و الارتقاء، 2015م.
الأطروحات
1. الحيداوي، لحسن : المقاربة الوظيفية في ديداكتيك الجغرافيا، أطروحة لنيل الدكتوراه، كلية علوم التربية, جامعة محمد الخامس، الرباط،  2005
2. جبوري، محمد:  مساهمة في ديداكتيك الجغرافيا قراءة الرسالة الكارطوغرافية في التعليم الثانوي، أطروحة لنيل الدكتوراه ، كلية علوم التربية, جامعة محمد الخامس، الرباط،2004
3. قفصي، محمد: المعالجة الديداكتيكية للنهج الجغرافي من خلال التعبير الكارتوغرافي دراسة تقويمية واقتراح سبل تطوير الممارسة الصفية ، أطروحة لنيل الدكتوراه، كلية علوم التربية, جامعة محمد الخامس، الرباط، 2011
4. كلاد، محمد: التعبير الكارطوغرافي و التمثلات المجالية دراسة لقياس أثر التحصيل الكارطوغرافي على التمثلات المجالية لدى طلبة مسالك الجغرافيا بالكليات متعددة التخصصات- الكلية متعددة التخصصات بأسفي نموذجا - أطروحة لنيل دكتوراه الدولة ، كلية علوم التربية, جامعة محمد الخامس، الرباط، 2013
الكتب باللغة العربية
1. أوزي، أحمد، 2008 منهجية تحليل المضمون، منشورات علوم التربية العدد 41 ، الطبعة الثالثة.
2. قفصي، محمد: مبادئ أولية في منهجية البحث التربوي، أمثلة من حقل الجغرافيا، دار القلم بالرباط، 2015م.
3. بنكراد سعيد: "التفكير البصري والذاكرة الدلالية العربية"، مقالة بمجلة علامات ، العدد 7 ، 1997 م.
4. ملك، بدر ، والكندري، لطيفة :  الفلسفة التربوية عند هوارد غاردنر وسبل الافادة منها عربيا. مجلة العلوم التربوية. معهد الدراسات التربوية-جامعة القاهرة، المجلد 20-العدد 3 يوليو 2012 الجزء الأول.
5. بيير كيو ليطو: كتاب " تدريس الجغرافيا في المدرسة "، تعريب : ذ. محمد خير الدين، "مقالة": تدريس الجغرافيا في المدرسة " جريدة "الاتحاد الاشتراكي" العدد 9721 ( الخميس 3 مارس 2011 ).
6. عبد اللطيف الفاربي ومحمد أيت موحى :بيداغوجيا التقييم والدعم، الطبعة :1991 دار الخطابي للطباعة والنشر- دار النشر
7. ميالاريه، غاستون: علم النفس التربوي، ترجمة رباب العابد، طريق المعرفة ، 2009م.
8. عبد الكريم غريب: مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء. الطبعة 5 سنة 2004م.
9. بلوم، بنيامين: صنافة الأهداف البيداغوجية ، المجال العقلي، 1956 ، ترجمة محمد أيت موحى ، مطبعة النجاح الجديدة، 1995م.
10. مناهج القياس وأساليب التقييم : د. محمد فاتحي الطبعة الأولى 1995مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.
11.  مادي لحسن : الأهداف والتقييم في التربية : شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع الرباط ط 1990م.
مقالات بالعربية
1. جميل، حمداوي : الصورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي, مجلة علوم التربية. العدد الثامن و الخمسون، 2014م .
2. عدنان، فوزية: الديداكتيك من التصور إلى الاجرأة (ديداكتيك الاجتماعيات أنمودجا) ،  , مجلة علوم التربية, العدد الستون. ص 108، أكتوبر 2014م.
1. سالم، عبد الرحيم: تأثير نظريات التعلم على الممارسة التعليمية, مجلة علوم التربية, العدد الستون. ص 68، 2014م,
2. قفصي، محمد: التعبير الكارطوغرافي و السيميولوجية البيانية، تقنيات تدريس و تعلم التعبير الكارطوغرافي في حقل العلوم الاجتماعية،  مصوغة تكوينية، سلسلة دروس بسلك الماستر، تدريس العلوم الاجتماعية و التنمية، 2015م.
3. محمد، زياد حمدان : الوسائل التعليمية : وتطبيقاتها، مؤسسة الرسالة، بيروت.
الكتب باللغات الأجنبية  
1. Anne Le ROUX , Enseigner l’histoire et la géographie par problème ?, L’Harmattan, 2004.
2. Anne Le FUR, Pratique de la Cartographie , 2éme édition, Armand Colin, Paris, 2007 – 2010.
3. Anne- Marie Gérin-Grataloupe et Daniel Pierre- Elien, GEOGAPHIE les hommes occupent et aménagement la terre,  Bréal , 2005.
4. Annette CIATTONI, GEOGRAPHIE L’Europe, la France, Hatier, 2002.
5. Didier  POIDEVIN,  Manuel de Cartographie , Copyright Articque.
6. E.BLIN et J-P. BORD, Initiation Géo-graphique , SEDES, 1993.
7. intelligence, human. (2011). Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica Ultimate Reference Suite.  Chicago: Encyclopædia Britannica.
8. Jack  BERTIN,  Sémiologie graphique Mouton / Gauthier – Villars, 1973.
9. Joly.F, la cartographie, Que sais-je ? N   :937, P.U.F, PARIS. 1985.
10.  Laurent GERVEREAU, Voir, comprendre, analyser les images, Paris, La Découverte, 1994, 192 p. Une nouvelle réédition de l'ouvrage est à paraître en 2013.
11.   Pierre Georges, les méthodes de la geographie, Que sais-je ? , N :1398,P.U.F, PARIS. 1978 .
12. R. Arnheim, Visual Thinking, Berkeley, University of California ,Press, 1977
13. R. KNAFOU, GEOGRAPHIE : L’Europe, la France, BELIN, 2003.
14. Thierry OPILLARD, La Raison Cartographique, Les actes de lecture n°104, Décembre 2008.
مقالات باللغة الأجنبية                                 
1. Fernand JOLY, La Généralisation Cartographique, Annales de géographie. n° 471. 1970.
2. Martin PAEGLOW, Expression (carto-)graphique , 2000.
3. Micheal WOOD, La cartographie est éternelle, 26 février 2004.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire