مشاهد مهينة لأقدس مهنة
المشهد الاول يبدأ بسؤال تلقيه استاذة على تلامذتها عن حل معادلة حسابية ، بعد برهة يتمكن احد التلاميذ من إيجاد الحل، تستمع اليه الاستاذة باهتمام كبير ممزوج بالاستغراب من سرعة الإنجاز،
5000 درهم تسبيق و1200 درهم قيمة اداء شهري من اجل امتلاك سكن
، تصرخ الاستاذة في جنون
وأين يوجد هذا؟
يشير التلميذ الى علامة تجارية،
تغادر الاستاذة المحترمة الفصل الداسي في سرعة جنونية للحاق بالعرض قبل نفاذه تاركة التلاميذ الى مصيرهم ، ثم تظهر العلامة التجارية ممزوجة بموسيقى تصويرية والأستاذة في بيتها مزهوة منتشية وليذهب التلاميذ الى الجحيم .
هذ ه الوصلة الإشهارية توجه على الأقل ثلاثة رساىل سلبية غاية في الخطورة الى التلاميذ ، عن المدرس والمدرسة،
أولى هذه الرساىل السلبية ان الاستاذة تخدع التلاميذ لانها تفكر في حل مشاكلها على حساب تعليمهم ،
وثانيها ان التلميذ المجتهد مغبون لانه قام بمجهود وكان ينتظر تنويه المدرسة به فإذا بها تفر من أمامه كالبرق بمجرد سماع الجواب ،وتتركه غارقا في استغرابه نادما على مجهوده
وربما احس بالشماتة امام زملاىه لسذاجته ،
وثالث هذه الرساىل واخطرها إهانة المدرس واحتقاره بتقديمه في صورة من يكون مستعدا كي يلقي بالعملية التعليمية برمتها في البحر اذا ما لاحت له مصلحة شخصية .
5000 درهم تسبيق و1200 درهم قيمة اداء شهري من اجل امتلاك سكن
، تصرخ الاستاذة في جنون
وأين يوجد هذا؟
يشير التلميذ الى علامة تجارية،
تغادر الاستاذة المحترمة الفصل الداسي في سرعة جنونية للحاق بالعرض قبل نفاذه تاركة التلاميذ الى مصيرهم ، ثم تظهر العلامة التجارية ممزوجة بموسيقى تصويرية والأستاذة في بيتها مزهوة منتشية وليذهب التلاميذ الى الجحيم .
هذ ه الوصلة الإشهارية توجه على الأقل ثلاثة رساىل سلبية غاية في الخطورة الى التلاميذ ، عن المدرس والمدرسة،
أولى هذه الرساىل السلبية ان الاستاذة تخدع التلاميذ لانها تفكر في حل مشاكلها على حساب تعليمهم ،
وثانيها ان التلميذ المجتهد مغبون لانه قام بمجهود وكان ينتظر تنويه المدرسة به فإذا بها تفر من أمامه كالبرق بمجرد سماع الجواب ،وتتركه غارقا في استغرابه نادما على مجهوده
وربما احس بالشماتة امام زملاىه لسذاجته ،
وثالث هذه الرساىل واخطرها إهانة المدرس واحتقاره بتقديمه في صورة من يكون مستعدا كي يلقي بالعملية التعليمية برمتها في البحر اذا ما لاحت له مصلحة شخصية .
المشهد الثاني
تسود في الفصل الدراسي همهمات وضحكات لا يدري المدرس مصدرها وكلما التفت وهو ينظر بحزم الى التلاميذ عاد الفصل الدراسي الى الهدوء ، ويتكرر المشهد لينتبه في نهاية المطاف الى ان السبب هو استهلاك التلاميذ لمنتوج تجاري بعد تبادله تحت الطاولات ، وحين يضبط احد التلاميذ متلبسا باستهلاك المنتوج ويشرع في تأنيبه بما يمليه عليه ضميره من حزم وانضباط ، يمده احدهم بسرعة بقطعة من المنتوج لا يملك نفسه امامها فيلتهمها بنهم شديد ليتحول في لحظات الى مجنون يتلوى في مظهر مخجل وقد تخلى عن تلكم الصورة المثالية للمدرس المحترم الحازم ، ثم تسود القسم بمشاركة الجميع هستيريا وموسيقى صاخبة تنتهي بظهور غلاف المنتوج على الشاشة.
وهذا المقطع الاشهاري لا يقل سوءا وانتهاكا لحرمة المؤسسة التعليمية من سابقه، فالمدرس هنا مستعد ليتحول الى كاىن غريب بمجرد الحصول على قطعة شوكلاتة، وانه لا يعدوا ان يكون متخفيا وراء صورة زائفة من الجد الموهوم والحزم المزعوم، فأمعنوا في اثارته وسترون عجبا .
تلك نماذج من الإشهارات التي تمطر بها قنوات القطب العمومي عموم المشاهدين والتلاميذ منهم على وجه الخصوص في قمة الذروة لحظة الافطار مقابل ربح مادي تنتهك فيها حرمة المدرسة والعملية التعليمية بصورة فجة ، تضرب عرض الحاىط بكل المجهودات التي يبذلها جميع الغيورين في سبيل استعادة المدرسة لقيمها القاىمة على تقديس العلم واحترام فضاىه وترسيخ قيم الاحترام في علاقة التلميذ بمدرسته،
والاسهام في تمييع صورة المدرسة التي يتباكى الجميع اليوم على تدهور وضعيتها
دون ان تجد بعض العلامات التجارية حرجا في ما تقوم به ، بل تزيد الوضع قتامة وسوءا بإلقاء الملح في جروحها ، ثم يقبل بعض الممثلين المأجورين الانخراط في تأبينها ودفن ما تبقى من القيم فيها ، كل ذلك مقابل ربح مادي ملوث بانتهاك حرمة أقدس مكان لصناعة الانسان على مر الزمان
الا فاوقفوا العبث ( قيلو عليكم المدرسة وسيروا ديروا الاشهار فالتيساع )
اما من جهتي فسأقوم بواجبي وما تمليه علي مهمتي ، عسى ان تستفيق ضمائر هذه الشركات وهولاء الممثلين والقنوات التلفزية وكتاب السيناريو وشركات الاشهار كمسؤولين مباشرين عن هذا العبث ،
.فالارتقاء بالتعليم مسؤولية مجتمع ، ولا قيمة لمجتمع يستجيب لاستهلاك منتوج تجاري ينشد ربحا زائفا بإهانة المدرس
تسود في الفصل الدراسي همهمات وضحكات لا يدري المدرس مصدرها وكلما التفت وهو ينظر بحزم الى التلاميذ عاد الفصل الدراسي الى الهدوء ، ويتكرر المشهد لينتبه في نهاية المطاف الى ان السبب هو استهلاك التلاميذ لمنتوج تجاري بعد تبادله تحت الطاولات ، وحين يضبط احد التلاميذ متلبسا باستهلاك المنتوج ويشرع في تأنيبه بما يمليه عليه ضميره من حزم وانضباط ، يمده احدهم بسرعة بقطعة من المنتوج لا يملك نفسه امامها فيلتهمها بنهم شديد ليتحول في لحظات الى مجنون يتلوى في مظهر مخجل وقد تخلى عن تلكم الصورة المثالية للمدرس المحترم الحازم ، ثم تسود القسم بمشاركة الجميع هستيريا وموسيقى صاخبة تنتهي بظهور غلاف المنتوج على الشاشة.
وهذا المقطع الاشهاري لا يقل سوءا وانتهاكا لحرمة المؤسسة التعليمية من سابقه، فالمدرس هنا مستعد ليتحول الى كاىن غريب بمجرد الحصول على قطعة شوكلاتة، وانه لا يعدوا ان يكون متخفيا وراء صورة زائفة من الجد الموهوم والحزم المزعوم، فأمعنوا في اثارته وسترون عجبا .
تلك نماذج من الإشهارات التي تمطر بها قنوات القطب العمومي عموم المشاهدين والتلاميذ منهم على وجه الخصوص في قمة الذروة لحظة الافطار مقابل ربح مادي تنتهك فيها حرمة المدرسة والعملية التعليمية بصورة فجة ، تضرب عرض الحاىط بكل المجهودات التي يبذلها جميع الغيورين في سبيل استعادة المدرسة لقيمها القاىمة على تقديس العلم واحترام فضاىه وترسيخ قيم الاحترام في علاقة التلميذ بمدرسته،
والاسهام في تمييع صورة المدرسة التي يتباكى الجميع اليوم على تدهور وضعيتها
دون ان تجد بعض العلامات التجارية حرجا في ما تقوم به ، بل تزيد الوضع قتامة وسوءا بإلقاء الملح في جروحها ، ثم يقبل بعض الممثلين المأجورين الانخراط في تأبينها ودفن ما تبقى من القيم فيها ، كل ذلك مقابل ربح مادي ملوث بانتهاك حرمة أقدس مكان لصناعة الانسان على مر الزمان
الا فاوقفوا العبث ( قيلو عليكم المدرسة وسيروا ديروا الاشهار فالتيساع )
اما من جهتي فسأقوم بواجبي وما تمليه علي مهمتي ، عسى ان تستفيق ضمائر هذه الشركات وهولاء الممثلين والقنوات التلفزية وكتاب السيناريو وشركات الاشهار كمسؤولين مباشرين عن هذا العبث ،
.فالارتقاء بالتعليم مسؤولية مجتمع ، ولا قيمة لمجتمع يستجيب لاستهلاك منتوج تجاري ينشد ربحا زائفا بإهانة المدرس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد الصمدي
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire